lundi 20 août 2012
dimanche 19 août 2012
هكذا تكلم مولود قاسم
كان ذلك سنة 78 لما زارنا المفكر الكبير طيب تيزيني في أول زيارة له إلى الجزائر بدعوة من وزارة التعليم العالمي و البحث العلمي ، والدعوة كانت من طرف مديرية النشاط الثقافي التي كان يرأسها الكاتب و المسرحي و المناضل و الرجل المحترم المرحوم مصطفى كاتب ،الذي يعود له الفضل الكبير في ذلك الإشعاع الفكري الذي عرفته الجزائر ، بفضله وجهده عرفت الجزائر حركة ف
كرية واسعة ولا يزال الكثير يتذكر تلك الندوة الواسعة التي جمعت نخبة الأمة كان عنوانها " الأدب و الثورة "
حضر الدكتور الطيب تيزيني الذي سبقته شهرته إلى الجزائر ،وكنا ننتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر ،كما يقال ، لأن الطيب تيزيني لم يكن أستاذا للفلسفة فقط ، ولا مثقفا صاحب إسهامات ، إنما كان مفكرا وصاحب مشروع كبير الذي دشنه بكتابه الضخم " من التراث إلى الثورة : حول نظرية مقترحة في قضية التراث العربي .
كان اللقاء بقاعة الكابري بشارع شاراس ،كانت القاعة مكتظة ما أضطر البعض أن يظل واقفا مدة المحاضرة . شاءت الصدف أن أكون من الجالسين في الصف الأولى لأنني كنت من السباقين وليس من اللاحقين
قبل المحاضرة بدقائق دخل مولود قاسم بدون مرافقين و لا برتوكول، وقتها كان وزيرا للشؤون الدينية ، لم يقع أي ارتباك أو اضطراب تقدم بنفسه وقال لأحد الحاضرين بالصف الأول وبصوف مرتفع وبلهجة شعبية " ديرلي بلاصا " ضحكنا جميعا ثم فسحنا له المجال وجلس بالقرب مني.
عبد العالي رزاقي وما أدراك ما عبد العالي الذي كان يرافق الدكتور تيزيني ، هو من قام بتقديه إلى الحضور ، في أول كلمة له ، وقد عرفت بعد سنوات من تيزيني نفسه الذي حدثني انه انزعج من تقديمه بتلك الطريقة ، قال رزاقي أقدم لكم احد أقطاب الفكر الإلحادي في العالم العربي. وبعد التقديم على الطريقة "الرزاقية "، تحدث المفكر الكبير عن مشروعه الفكري ومسوغاته التاريخية ، كما تحدث عن بعض الصعوبات النظرية والمنهجية التي تنشأ عند وضع النظرية موضع التطبيق على قضايا التراث
بعد المحاضرة فتح النقاش، تحدث من تحدث ،بعض الحديث كان إطراءا ومجاملة، وبعضه الآخر لم يرق إلى مستوى الأجواء العالية التي حلّق فيها المفكر طيب تيزيني.
بعدها جاءت الفاجعة الكبرى لما تدخل أحدهم ،كان دائما يعلن عن نفسه أنه شاعر لكنه لم يلق اعترافا فتحول إلى القصة القصيرة والكاتبة في الصحافة ، ومؤخرا قيل لي أنه تحول إلى تاجر ،طلب التدخل وبدأ الهجوم العنيف على الطيب تيزيني إلى حد التجريح
وهو يتحدث كان يقوم بحركات مفتعلة فيها الكثير من التكلف توحي بشخصية موتورة غير سوية ،تارة ينزع نظارته السميكة عن عينيه ثم يلتفت إلى الجمهور في حركات مضحكة ، ثم يعيدها وهو ينظر إلى الطيب تيزيني و يهذي دون توقف
وقتها كنا طلبة ،شباب صغار لا نجرؤ على الحديث أو الرد في محاضرة عامة وأمام مفكر بقامة طيب تيزيني ، لكننا اندهشنا لهذه الوقاحة و قلة الحياء وانعدام الأدب ، وواصل التجريح إلى حد ، توجيه التهمة و الإدانة إلى شخص الطيب تيزيني وفكر طيب تيزيني حول التراث، واصفا إياه بالفكر صهيوني ،الذي لم يجرؤ على قوله حتى غلاة الصهيونية كما قال
وفي نهاية المداخلة ،إن صح تسميتها كذلك ، أراد أن يتدارك فوقع في تناقض صارخ لما اعترف وبطريقة بهلوانية زادها بؤسا شكله الريفي ونظارته السميكة ولباسه المزركش ، اعترف أنه غير متمكن من قضايا المنهج و الفكر الماركسي وأنه يعاني من بعض القصور في ذلك
في هذا اللحظة طفح الكيل بمولود قاسم وبلغ السيل الزبى و" طارلو القرمود "فالفت إليه قائلا بالحرف وبصوت مرتفع وبأسلوب مولود قاسم المعروف وأمام جميع الحاضرين : أسمع يا بني أنت لا تعاني من بعض القصور، أنت تعاني قصورا شاملا وجهلا مركبا. ثم راح يلقنه درسا ،لن ينساه ، في كيفية التعامل مع العلم والعلماء .
وفي الختام تقدم مولود قاسم إلى الطيب تيزيني ،مولود قاسم وزير الشؤون الدينية يتقدم إلى تيزيني المفكر الماركسي، مرحبا به في الجزائر ويشكره على جهوده الفكرية .
كانت مرحلة، و كانوا رجال ،وكانت مهام
رحم الله مولود قاسم .
حضر الدكتور الطيب تيزيني الذي سبقته شهرته إلى الجزائر ،وكنا ننتظر هذه الزيارة بفارغ الصبر ،كما يقال ، لأن الطيب تيزيني لم يكن أستاذا للفلسفة فقط ، ولا مثقفا صاحب إسهامات ، إنما كان مفكرا وصاحب مشروع كبير الذي دشنه بكتابه الضخم " من التراث إلى الثورة : حول نظرية مقترحة في قضية التراث العربي .
كان اللقاء بقاعة الكابري بشارع شاراس ،كانت القاعة مكتظة ما أضطر البعض أن يظل واقفا مدة المحاضرة . شاءت الصدف أن أكون من الجالسين في الصف الأولى لأنني كنت من السباقين وليس من اللاحقين
قبل المحاضرة بدقائق دخل مولود قاسم بدون مرافقين و لا برتوكول، وقتها كان وزيرا للشؤون الدينية ، لم يقع أي ارتباك أو اضطراب تقدم بنفسه وقال لأحد الحاضرين بالصف الأول وبصوف مرتفع وبلهجة شعبية " ديرلي بلاصا " ضحكنا جميعا ثم فسحنا له المجال وجلس بالقرب مني.
عبد العالي رزاقي وما أدراك ما عبد العالي الذي كان يرافق الدكتور تيزيني ، هو من قام بتقديه إلى الحضور ، في أول كلمة له ، وقد عرفت بعد سنوات من تيزيني نفسه الذي حدثني انه انزعج من تقديمه بتلك الطريقة ، قال رزاقي أقدم لكم احد أقطاب الفكر الإلحادي في العالم العربي. وبعد التقديم على الطريقة "الرزاقية "، تحدث المفكر الكبير عن مشروعه الفكري ومسوغاته التاريخية ، كما تحدث عن بعض الصعوبات النظرية والمنهجية التي تنشأ عند وضع النظرية موضع التطبيق على قضايا التراث
بعد المحاضرة فتح النقاش، تحدث من تحدث ،بعض الحديث كان إطراءا ومجاملة، وبعضه الآخر لم يرق إلى مستوى الأجواء العالية التي حلّق فيها المفكر طيب تيزيني.
بعدها جاءت الفاجعة الكبرى لما تدخل أحدهم ،كان دائما يعلن عن نفسه أنه شاعر لكنه لم يلق اعترافا فتحول إلى القصة القصيرة والكاتبة في الصحافة ، ومؤخرا قيل لي أنه تحول إلى تاجر ،طلب التدخل وبدأ الهجوم العنيف على الطيب تيزيني إلى حد التجريح
وهو يتحدث كان يقوم بحركات مفتعلة فيها الكثير من التكلف توحي بشخصية موتورة غير سوية ،تارة ينزع نظارته السميكة عن عينيه ثم يلتفت إلى الجمهور في حركات مضحكة ، ثم يعيدها وهو ينظر إلى الطيب تيزيني و يهذي دون توقف
وقتها كنا طلبة ،شباب صغار لا نجرؤ على الحديث أو الرد في محاضرة عامة وأمام مفكر بقامة طيب تيزيني ، لكننا اندهشنا لهذه الوقاحة و قلة الحياء وانعدام الأدب ، وواصل التجريح إلى حد ، توجيه التهمة و الإدانة إلى شخص الطيب تيزيني وفكر طيب تيزيني حول التراث، واصفا إياه بالفكر صهيوني ،الذي لم يجرؤ على قوله حتى غلاة الصهيونية كما قال
وفي نهاية المداخلة ،إن صح تسميتها كذلك ، أراد أن يتدارك فوقع في تناقض صارخ لما اعترف وبطريقة بهلوانية زادها بؤسا شكله الريفي ونظارته السميكة ولباسه المزركش ، اعترف أنه غير متمكن من قضايا المنهج و الفكر الماركسي وأنه يعاني من بعض القصور في ذلك
في هذا اللحظة طفح الكيل بمولود قاسم وبلغ السيل الزبى و" طارلو القرمود "فالفت إليه قائلا بالحرف وبصوت مرتفع وبأسلوب مولود قاسم المعروف وأمام جميع الحاضرين : أسمع يا بني أنت لا تعاني من بعض القصور، أنت تعاني قصورا شاملا وجهلا مركبا. ثم راح يلقنه درسا ،لن ينساه ، في كيفية التعامل مع العلم والعلماء .
وفي الختام تقدم مولود قاسم إلى الطيب تيزيني ،مولود قاسم وزير الشؤون الدينية يتقدم إلى تيزيني المفكر الماركسي، مرحبا به في الجزائر ويشكره على جهوده الفكرية .
كانت مرحلة، و كانوا رجال ،وكانت مهام
رحم الله مولود قاسم .
Inscription à :
Articles (Atom)