samedi 6 juillet 2013

عندما يصبح تاجر الفياغرا شخصية وطنية





عندما يصبح تاجر الفياغرا  شخصية وطنية

قبل سنة تقريبا كنت أشاهد لقاء مع شاعر كبير على أحد الفضائيات  التي يملكها  تاجر الفياغرا المعروف جدا في الشقيقة مصر وهو أول من أدخل الفياغرا إلى مصر و الشرق الأوسط وبأسعار مدروسة حتى تصل إلى قطاعات عريضة من جماهير الشعب ولا تكون مقتصرة على الطبقة الوسطى بخاصة المتعلمة التي لها نشاطات واسعة في هذا المجال .
كان الشاعر يتحدث في قضايا ثقافية وكانت منشطة الحصة شابة جميلة جدا لها من السحر ولأنوثة والجاذبية ما يجعلك تهتم بها أكثر من اهتمامك بالشاعر وما يقوله الشاعر.
كانت الشابة تسأل و الشاعر يجيب إلى أن وصلت في أسئلتها عن الهاتف النقال أو الجوال فسألت الشاعر الذي كان يبلغ من العمر ثمانين حولا ،نتمنى له دوام الصحة والعافية وطول العمر، إن كان يستعمل الهاتف الجوال فرد الشاعر قائلا : آه طبعا طبعا استعمل الهاتف الجوال. بعدها سألته سؤالا  لا أعمل  إذا كان على درجة كبيرة من الجرأة أم الوقاحة و  لم بخطر على بالي أن تسأله  ، ليس لأنه لا يناسب سن الشاعر إنما لأنه كان على درجة كبيرة من الابتذال و الإيحاءات الجنسية التي تناسب المراهقين و المراهقات فقالت له" إذن عندك جو " ابتسم الشاعر ولم يرد، بعدها سألته عن رأيه في الهاتف النقال أو الجوال فرد عليها قائلا : القرن العشرين اخترع أهم اختراعين مافيهش زيهم على الإطلاق ، القرن العشرين اخترع الهاتف الجوال واخترع الفياغرا . 
هذه المرة لم استغرب بل ضحكت من أعماقي لجرأة الشاعر وشجاعته التي ليست غريبة عنه  
ولما الشيء بالشيء يذكر،أتابع  هذه الأيام  الحملة التي تقودها  أديبة وكاتبة جزائرية ضد الرجل العربي وضد نزعته الذكورية   وعن أنانيته  المفرطة التي جعلته يخترع لنفسه ،دون سواه" الفياغرا  
 لكي  يطيل عمره الجنسي ويتمتع بالحياة و النساء أكبر مد ممكنة .
 يبدو أن حنق وغضب  الكاتبة و الأديب الجزائرية وصوتها العالي وصل إلى المخابر الغربية لهذا أزف لها بشرى  سمعتها من صديق صيدلي أخبرني أنه تم اختراع فيغارا للنساء
 قد يسأل سائل  أين نحن من العنوان  وما علاقة الفياغرا بالشخصية الوطنية  ؟
في حقيقة الأمر ما ذكرني  بالفياغرا  وتاجر الفياغرا وفضائيات تاجر الفياغرا  ،هذه الحكاية  التي كدت أنساها، ليس بسبب إغلاق عسكر مصر الفضائيات ذات التوجه الإسلامي إنما تذكرنها لما كنت أتابع كلمة رئيس عسكر مصر فشاهدت تاجر الفياغرا من ضمن من سماهم العسكر شخصيات وطنية.
Haut du formulaire
Bas du formulaire

vendredi 5 juillet 2013

الشخصية المصرية من الفهلوة إلى التمرد : أو عندما يخطي عبد الباري عطوان




الحالة المصرية تحتاج إلى أكثر من افتتاحية وأكثر من مقال لأن الشقيقة مصر ليست حالة مصرية فحسب بل حالة عربية  بامتياز.  وهذا ما جعل جريدة" القدس العربي "  تخصص مساحات  للشأن المصري،
 اليوم  افتتاحية للسيد عبد  الباري  عطوان بعنوان "مصر في حاجة إلى مانديلا والإخوان يعيدون حساباتهم "   إضافة إلى مقال  تحليلي  للكاتب صبحي حديدي الذي اختار له عنوانا  ملفتا " العسكر في بر مصر :الجزائر  أم باكستان
ليس في نيتي الدخول في سجال لا مع هذا  أو ذاك  لأن مقال السيد صبحي حديدي لم أر فيه إلا تصفيف جمل .جمل وراء جمل ،وجمل تلاحق جملا ،وجمل  تزاحم جملا . ولم اخلص إلى نتيجة ولا رأي واضح.
أما افتتاحية السيد عبد  الباري عطوان فلا جديد فيها فهو يعيد ويشرح نفس ما قاله أمس وقبل أمس .و الشيء الوحيد  الجديد  في الافتتاحية هو  العنوان الملفت  الذي يطالب فيه السيد عبد الباري  ب "مانديلا مصري ".
لا اعلم لماذا العرب  دائما  يلجئون إلى  التقليد و التشبيه  الذي يسقطنا في أحد امرين ، إما المغالطة أو المماثلة  ولا يبتكرون حلولا من الواقع  الملموس الذي تكون له دائما  خصوصية  تختلف عن هذه التجربة أو تلك  .
لتأخذ دعوة  السيد عطوان إلى مانديلا مصري ، وهنا نسأل  أين أوجه الشبه بين الحالة التي كانت  تعيشها دولة جنوب إفريقيا ودولة مصر .جنوب إفريقيا كانت في حالة  استعمارية تحولت إلى "أبارتايد" إلى تميز عنصري " الرجل الأشقر المحتل ضد الرجل  الأسود ابن البلد .بينما مصر تعرف صراعا اجتماعيا بين مكونات المجتمع الواحد
 هذا الصراع إذا  تجاوزنا بعض  التوصيفات التي تلامس العنصرية  التي  أملاها  الشحن الإعلامي الذي جعل احد  جنرالات مصر المتقاعدين يدعى سويلم   يصرح أن 0 3 جوان  هو انتصار الفراعنة على الغزاة
قلت إذا تجاوزنا  هذا الشطط في الكلام الذي يفصح عن ضعف فكري مفجع   وجهل كبير بحقائق التاريخ  وطموحات الجغرافبا ، ما يتطلب  التصدي له بقوة وحزم  وصرامة وبلا  رحمة و لاشفقة  من أن  أجل تصحيح  الأحظاء  وتصويب  الوعي الزائف  الذي اصاب الكثير .
إذا تخطينا كل ذلك الشطط و" الهبل"  فإن مصر على مستوى  التقدم التاريخي هي بصدد  إعادة صياغة تاريخنا الذي استمر على وتيرة واحدة منذ 7 ألاف سنة   وما ترتب عنها من ذهنيات مثل تلك التي وصفها القرآن الكريم " فاستخف قومه  فأطاعوه "
اليوم مصر  ،رغم كل الأخطاء تتمرد  على  7 آلاف سنة من  الخضوع و الخنوع ، كما تتمرد على ستين سنة من استبداد  العسكر وحكم العسكر  كما تتمرد  على  كل من  يحاول الاستخفاف بها وبعقلها وتسعى من خلال ميادينها التحريرية أن تصنع تاريخا جديدا يجعلها  تتحكم في مصيرها  وتحدد أفاق مستقبلها
 وإذا كان بعد هزيمة 67 ظهرت دراسات تحاول  الكشف عن مكنونات الشخصية المصرية  التي قادت إلى الهزيمة  ووجدتها فيما أطلق عليه في دراسات كثيرة  وكتب متنوعة  صدرت في هذا الشأن  تصف الشخصية  المصرية  ب "الفهلوة .
أما اليوم بعد ثورة 25 جانفي وما تلاها ، فإن المطلوب من المفكرين و الباحثين وحتى الإعلاميين تجاوز السطحي و المؤقت و العابر و الغوص في الأعماق و الكشف عن هذا  التحول في الشخصية المصرية من الفهلوة إلى التمرد 


mardi 2 juillet 2013

الانحياز إلى الشعب: إلى جمهورية مصر العربية أم إلى جمهورية القاهرة ؟




مفردة الشعب أكبر مفردة هلامية وميتافيزيقية و تضليلية ،كما أنها  تخفي حقائق أصبحت من مسلمات العلوم الاجتماعية التي  تستعمل مفردة المجتمع وليس الشعب لأن المجتمع يتكون من أفراد  واقعيين  وجماعات ومجموعات وطبقات اجتماعية وشرائح اجتماعية  متنوعة  تكون عادة مختلفة في أهدافها وتطلعاته وثقافتها  وقيمها ومرجعياتها كما تكون متعارضة المصالح الاجتماعية والاقتصادية وقد يصل تناقض المصالح إلى حد التناحر والحرب الأهلية.
التاريخي يعج بالأمثلة التي تكشف أن جميع الثورات تقوم بها وتتصدرها طبقات اجتماعية تسهم فيها شرائح اجتماعية تكون لها مصلحة في ذلك. وأحيانا تكون الثورات نتيجة تحالف طبقات تجمعها مصلحة مشتركة
في الحالة المصرية يجمع كل الباحثين الجادين أن  النواة الصلبة للثورة المصرية وعقلها المدبر تكونت  من الطبقة الوسطى  المدينية و  بخاصة أبناء الطبقة الوسطى الذين ورثوا النضال من  الآباء  فحققوا لهم الحلم الذي  فشلوا في تحقيقه في الستينيات والسبعينيات.
لكن ما يجب التوقف عنده و التشديد عليه و التنويه و الإشارة إليه لكي يتسنى لنا فهم طبيعة الصراع العنيف الدائر في مصر، هو ضروة التوقف عند  خصوصية الطبقة الوسطى المصرية  التي لها علاقة  بتاريخ مصر وتنوعنه الثقافي والحضاري.
من  المعروف أن مصر حكمها الأجانب،قديما حكمها المماليك وحديثا  أسرة محمد علي باشا ذلك الضابط الألباني الذي  قدم  إلى مصر مع الجيش الانكشاري فأصبح حاكما لمصر ثم وورّثها من بعده إلى سلالته وذريته التي استمرت  قرونا تحكم مصر، ولم يتسنى لمصر أن يتولى حكمها  مصري إلا مع جمال عبد الناصر الذي يعد أول مصري يحكم مصر منذ الفراعنة .   
  هذه الوضعية التاريخية جعلت مصر يستوطنها الكثير من الأجانب وسلالات الأجانب مثل الألبان و الأتراك  و الشركس و الأرمن و اليونانيين وغيرهم من  الملل و النحل  الذين استوطنوا المدن  الكبرى  مثل الإسكندرية  التي كانت مدينة متروبولية حتى لا نقول أجنبية . ولازلت أذكر  أول زيارة إلى الإسكندرية وأول مطعم سمك دخلته كانت تديره سيدة طاعنة في السن ظننتها للوهلة الأولى سيدة يونانية لكنني  اكتشفت أنها من أصول تركية  كما أخبرتني.
 هذا فضلا عن الزواج المختلط بين المصريين والأجانب بخاصة أبناء  المدن وإذا أخذنا عيينة من أهل الفن  نجد أن الكثير منهم إما من أصول غير مصرية  مثل حسين  فهمي الذي يعود  إلى  أصول  شركسية  أو نتيجة زواج مختلط  مثل فتى الشاشة رشيد أباضه  مرورا بأنوشكا و ندى باسيوني  والكثير من أهل الفن غيرهم .
هذه الطبقات الاجتماعية ونخبها الفكرية والسياسية  التي تشكل منها أسياد المدن و الأرستقراطية  المصرية التي كانت  " تحتل "  المدن الكبرى، بدون شك بمشاركة بعض البرجوازيات  من السكان  الأصليين،كانت مستقلة في أسلوب حياتها ونمط معيشتها ونظرتها إلى الحياة  عن بقية المجتمع المصري إلى حد  أطلقت على القاهرة  أسم مصر وفي حقيقة الأمر كانت القاهرة هي مصر .
أما السكان الأصليين الذين يدخلون القاهرة و المدن الكبرى ، نسائهم يدخلونها شغالات عند الهوانم  و الرجال "بوابون" أمام العمارات  وحراس على الفيلات  وأسياد الفيلات. ومن يتابع المسلسلات المصرية والسينما يجدها تعكس وتكرس وتؤبد هذه الوضعية الطبقية  التاريخية  التي تجعل من الفلاح الصعيدي  ومن ورائه كل الصعايدة  موضع تندر و سخرية  وتهكم بلغت حد الاحتقار و العنصرية .
هذه "المشهد" الطبقي و العنصري غيرته الثورة فلم يعد ذلك الصعيدي الذي كان موضع تندر وسخرية الذي كان يدخل القاهرة ذليلا بوابا .لقد غيرت الثورة من وضعيته  الاجتماعية  فدخل القاهرة بعد الثورة وزيرا وكيل وزارة  ورئيس مجلس إدارة.
  وهذا هو جوهر وحقيقة الصراع في مصر بين طبقة وسطى جديدة قادمة من مصر العميقة من أنباء  السكان الأصليين الذين عاشوا التهميش  التاريخي  وهم حاليا كلهم عزيمة وإصرار على المشاركة في الحياة السياسية وأن يلعبوا دورا في حياة بلهم  ووطنهم . وفي الجهة الأخرى تقابلهم طبقة وسطى أخرى  تعودت أن  تكون  وحدها في الساحة  ولا تقبل المشاركة السياسية ولما شعرت أن قوى اجتماعية  جديدة  دخلت الحياة  بقوة وأصبحت منافسة لها بدأت  تنحت مفردات ومصطلحات مثل  أخونة الدولة   والمقصود بها  أبناء الشعب المصري والسكان لأصليين
وبشي من المبالغة  أقول أن المعركة الحالية في مصر ، هي  بين جمهورية مصر العربية وبين  جمهورية القاهرة وضواحيها. ولهذا  لا أعلم كيف تترجم المؤسسة العسكرية  كلمة الانحياز إلى الشعب هل تقصد جمهورية  القاهرة  أم جمهورية مصر العربية ؟