vendredi 31 mai 2013

مصر: الوهابية الأنيقة





مجمع البحوث الإسلامية يأمر بمصادرة كتب المفكر الإسلامي المستنير وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة حسن حنفي. هذا ما أعلنته صحافة مصر الصادرة اليوم صباحا .ولم تتوقف المسألة عند حدود المصادرة إنما امتدت إلى حد التكفير والخروج عن الدين. وإمعانا في التأكيد أوصى أعضاء مجمع البحوث الإسلامية ب "تجريد حسن حنفي من الدين" على وزن تجريده من ملابسه 
ولكي لا يتهم مجمع البحوث الإسلامية بالظلامية أو الوهابية غلّف أحكامه الصادرة عن أعضائه بعبارات ومفردات توحي أنه مطلع على الإنتاج الفكري للمفكر حسن حنفي حيث أعلن أنه أنكر وجود الله وذلك من خلال مطالبته حذف كلمة "الله" من الكتب . 
أما الكاتب الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد عمارة فجاء من زاوية أخرى ،ويبدو أنها خطة مدروسة في إطار تقسيم العمل وتوزيع المهام بين اعضاء مجمع البحوث الإسلامية فراح يلفت الانتباه إلى فكر حسن خنفي الذي يفتقد إلى الأصالة الفكرية و الإبداع فهو كما قال لم يكن إلا ناقلا للفكر الإستشراقي
هذا الكلام إن لم يكن تدليسا صريحا فهو يفصح عن جهل "بواح " لأن ما نسب إلى المفكر حسن حنفي، الذي تعرفت عليه في الجزائر قبل مصر، مقطوع من سياق عام، ليس مجال التفصيل فيه في هذه العجالة الفيسبوكية لكن أقول وبإيجاز وتبسيط حد الابتذال أن المفكر حسن حنفي كان يتحدث عن تلقي الوحي من طرف البشر الذين يؤولون الوحي بلغة نسبية بوصفها منتوجا بشريا ومحكومة بسياق تاريخي مما يعني أن جميع أحكامنا تاريخية أي نسبية فلا يجوز إرجاعها إلى مصدر إلهي. لهذا قال حسن حنفي يجب أن تنسب اجتهاداتنا إلى البشر وليس إلى الله لكونها بشرية وليست إلهية. 
هذه الفكرة ،أي تلقي الوحي وتأويله البشري التي تعني علاقة المطلق بالنسبي ودور اللغة في عملية التأويل بوصفها منتوجا بشريا تاريخيا هي الفكرة المركزية التي ينطلق منها الفكر الإسلامي التنويري .على رأسهم محمد أركون ونصر حامد أبو زيد الأول في كتابه "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" و الثاني في كتابه الموسوم " النص ، السلطة ، الحقيقة " 
إن نتائج هذا التفكير التنويري لا تخفى على القوى الظلامية التي ترتبك من هكذا تفكير لأنه يفسح المجال واسعا للعقل و العقلانية

vendredi 24 mai 2013


مهلا : ليس كما سولت لكم أنفسكم

بسرعة البرق انتشر فيديو للسيد مقتدى الصدر زعيم أحد الفرق الشيعية في العراق كان يتحدث أمام جمع من أنصاره ومريديه عن الوضع العراقي المأساوي. وما جاء في الحديث تساؤله أمام الحضور إن كان الخلفاء الراشدون يرضون بالتفجير و التفخيخ و القتل و التنكيل الذي يشهده العراق حاليا .وهي إشارة إلى الوضع الطائفي في العراق
أما ما أثلج الصدور و أدخل السعادة إلى عمق القلوب داخل شباب وشابات الفيسبوك وعدوه فتحا مبينا وفرحا كبيرا لا يضاهيه إلا فرح تحرير فلسطين ، وراحوا يبشرون بعضهم بعضا وينشرون الفيديو على أوسع نطاق ،كل ذلك كان بسبب جملة واحدة نطقها السيد مقتدى الصدر في سياق خطابه ذكر فيها أسماء الخلفاء وصنفهم حسب استلامهم السلطة.
هذه الجملة التي ذكرها فيها السيد مقتدى الصدر الشيعي اسم" أبو بكر" و"عمر" و"عثمان" و"علي" عدت اعترافا شيعيا بالسنة و"تعميدا " للخلفاء. وكأن الخلفاء كانوا منقسمين إلى شيعة وسنة
لم تدم فرحة الشباب إلا بضع ساعات وجاء الرد المدوي من الحوزة يصف السيد مقتدى الصدر بأقصى العبارات التي وصفته ب"المعتوه " الذي تجرأ وطاوعه لسانه ومن داخل النجف الأشراف وذكر أسماء "أبو بكر" و "عمر " و"عثمان". وراح خطيب الحوزة في صيغة تهكمية يطالب الصدر بنزع عمامته و الالتحاق بالعمريين. ثم أنهى خطابه بلهجة يهدد الصدر بالويل و الثبور وعظائم الأمور إذا لم يتب، وإن لم يفعل فسوف تنزع عمامته بالقوة.
السؤال الغائب هو لماذا ذكر السيد مقتدى الصدر أسماء الخلفاء ومن داخل النجف معقل الشيعة ؟ ولماذا في هذا التوقيت تحديدا ؟ الجواب على هذه الأسئلة ليس دينيا إنما سياسيا بامتياز
السيد مقتدى في خطابه المذكور وأمام أنصاره ومرديه وجه رسالة سياسية واضحة المعالم إلى السيد المالكي ومن ورائه إيران التي همشته ، وهو بين أهله وعشيرته وداخل بلده العراق ، يذكرهم فيها أن تشيعه لا ينسيه أصوله العربية ،وأن العرق دساس وأن أخاك أخاك فمن لا أخ له كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
هل سيشهد العراق اصطفافا آخرا وانقساما آخرا وتوزعا آخرا و مفردات أخرى جديدة تضاف إلى الترسانة القديمة ،مثل الإسلام الفارسي و الإسلام العربي ؟
Haut du formulaire

vendredi 10 mai 2013


التوازن الاستراتيجي أكبر شعار ديماغوجي:حتى لا نتحول إلى عرسان الغفلة

" التوازن الاستراتيجي مع العدو " هذا الشعار ورثه الأسد الابن عن الأب مثلما ورث سوريا بأكملها .لقد رفع حافظ الأسد شعار "التوازن الاستراتيجي مع العدو " لمجابهة القوى الوطنية السورية التي كانت تدعو إلى حرب التحرير الشعبية وحرب الاستنزاف من أجل استعادة الأرض المحتلة .
الأسد الأب كان يعلم أن حرب التحرير الشعبية يتطلب تحرير طاقات الشعب من جميع القيود لأن الشعب المكبل و المقيد لا يستطيع فك القيد على الأرض المحتلة، لهذا لجأ الأسد الأب إلى شعار ديماغوجي تضليلي " التوازن الاستراتيجي مع العدو" الذي لا يعني إلا شيئا واحد هو " ألا حرب" لأن الأسد الأب يعلم علم اليقين أن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية عدوة العرب وستظل حينا من الدهر عدوة العرب ،لن تسمح بهذا التوازن الاستراتيجي مع المدللة إسرائيل .كما يؤدي إلى الإخلال بموازين القوى الدولية في منطقة الشرق الوسط بخاصة أيام الحرب الباردة
لهذا السبب طرحت القوى الوطنية السورية و الكثير من الفصائل الفلسطينية شعار حرب التحرير الشعبية وحرب الاستنزاف من أجل تعويض هذا لخلل الاستراتيجي الذي لن تقو عليه إسرائيل وحلفائها.
وتحت شعار "التوازن الاستراتيجي مع العدو" زج حافظ الأسد بآلاف المناضلين و المناضلات في غيابات السجون و المعتقلات وأقبية المخابرات لأنهم كانوا "مستعجلين" على تحرير بلادهم وأرضهم ولا يريدون انتظار " التوازن الاستراتيجي مع العدو"الذي لم يأتي بعد نصف قرن من الانتظار
اليوم يعيد الابن نفس شعارات الأب، لكن بشيء من التعديل. ويبدو أن هذا التعديل من وحي المستشارة بثينة شعبان لأنه تعديل كاريكاتوري ومضحك .
في حديثه أمس بعد الاعتداء الإسرائيلي على سوريا وبعدما تحاشى ترديد تلك الجملة المكررة "سنرد على العدو في المكان المناسب وفي الزمن المناسب" يقول الأسد الابن أنه يفرق بين الرد العاطفي على العدو و الرد الاستراتيجي ،ثم أضاف أنه بصدد الإعداد للرد الاستراتيجي وذلك بإمداد حزب الله بأسلحة نوعية .
قديما قالت العرب شر البلية ما يضحك.لقد ذكرني كلام بشار الأسد عن إمداد حزب الله بالأسلحة النوعية وتكليفه "بالرد الاستراتجي" نيابة عن سوريا، لقد ذكرني كلام الأسد بتلك النكتة الجزائرية الجريئة و البذيئة و الوقحة .لهذا أنصح ذوي الإحساس المرهف و الأخلاق الإسلامية أن يكتفوا بما قلت ولا يواصلوا قراءة بقية الكلام .
تقول النكتة الجزائرية أن عريسا ليلة دخلته عجز عن تأدية مهمته ،رغم جميع المحاولات المتكررة والنصائح المختلفة جميعها باءت بالفشل ولم يتمكن العريس من أثبات فحولته . بعد فشله وعجزه وعدم قردته واستسلامه، تقدم منه صديقه وطلب منه أن يقوم بالمهمة نيابة عنه .لم يتردد العريس في الموافقة على الطلب .دخل الصديق وأنجز المهمة على أكمل وجه. بعدها دخل العريس وخاطب عروسته بنبرة قوبة وحادة قائلا لها " عندبالك خلاصوا الرجالة "