dimanche 23 septembre 2012
vendredi 21 septembre 2012
محنة المرأة المسلمة : زوجة ثانية أم عشيقة
لخبر الذي تداولـته الصحف العربية يقول أن معلمة سعودية اشترطت على من تقدم لطلب الزواج منها أن يتزوج صديقاتها الثلاث في المدرسة التي تعمل بها في وقت واحد، أو يصرف النظر عنها ولا يتزوجها. بعدها ثارت ثائرة دعاة الحداثة و حقوق المرأة وعدوه انتهاكا لحقوق المرأة ولكرامتها ، علما ان المرأة هي التي اشترطت ذلك على الرجل، ما يعني انها حرية واختيار و "اللي أوله شرط آخره نور " كما يقول الأشقاء في مصر عليهم نور
المعلمة السعودية لم ترتكب جرما يعاقب عليه القانون، ولا هي سابقة، الإسلام يحدد، ولا يعدد، الزواج بأربع في نص واضح، لكن نص الحداثة يعد ذلك انتهاكا لحقوق المرأة،و ما بينهما تختفي حقائق كثيرة.
وأنا في هذه الدردشة لست مع تعدد الزوجات بالمرة حتى لا يتسرع البعض في الحكم ،إنما أطرح جملة من التساؤلات قد تسهم في الكشف عن المسكوت عنه.
نبدأ بسؤال قد يكون مدخلا :هل الحداثة قضت على تعدد الزوجات أم أوجدت له تخريجات واخترعت له منافذ متعددة ؟ثم أنشأت تخصصا علميا يدعى فلسفة الجسد مسنودا بجهاز مفاهيمي قوامه الحرية الجنسية وحق المرأة في جسدها الذي تعده فلسفة الجسد ملكا لها لا لغيرها تتصرف فيه ،كما تشاء وكيفما تشاء ، تمنحه لمن تشاء و تمنعه على من تشاء .
هذه "الترتيبات" الفكرية تجعل المرأة، في عالم الحداثة، فعالة لما تريد بجسدها ،وهي مدعومة بترسانة قانونية وحماية اجتماعية وحتى أخلاقية ، مثل قانون التحرش الجنسي .
هذه الفلسفة اخترعها " الرجالة" وليس النساء، غايتها جعل المرأة في المتناول، كما تهدف إلى تعميم الجنس، وليس حصره بأربعة، وجعله سهلا وفي متناول الجميع وبدون عناء و لا جهد ولا كلفة باهظة.
هذه الترتيبات الفكرية و الاجتماعية التي اخترعها الغرب هدفها الأول و الأخير هو حل مشكلة الجنس ، التي لا تتلاءم مع النظام الاجتماعي الإسلامي الذي اخترع هو الاخر ترتيبات فكرية و اجتماعية أخرى مغايرة لحل مشكلة الجنس التي قد لا تروق للبعض، مثلما لا يروق الترتيب الغربي للبعض الآخر . وهذا يعد تنوعا يدخل أيضا في إطار فلسفة حق الاختلاف .
vendredi 7 septembre 2012
جزائري في بلاد الشام
كان برفقة زوجته التي سبقته بخطوات إلى المحل بسوق الحميدية، وقبل أن يلحق بها خرجت مسرعة ومرتبكة كادت أن تصدم به أمام باب المحل، سألها "واش بيك واش كاين" لم يصدق ما سمع من زوجته ،صاحب المحل قل أدبه مع زوجته .ثارت ثائرته وهو العريس في الأشهر الأولى من زواجه من قريبته وهي زميلتنا بالجامعة .
لم يكن قد مر على وجوده بدمشق بعض أسابيع، جاء في بعثة دراسية مع زوجته وكانا في نفس ال
تخصص.
زوجته سيدة فاضلة على درجة من الطيبة و الهدوء ،بينما هو على درجة عالية من الانفعال وسرعة الغضب .لقد دخل المحل متوترا و منفعلا وفي حالة غليان، لم يطلب استفسارا من صحاب المحل ،ولا انتظر توضيحا منه ،انهال عليه بلكمات ثم ختمها ب "دماغ إلى النيف" .
اهتز سوق الحميدية ، في سابقة لم يشهدها من قبل ، منذ تأسيسه ،منذ الخلافة الأموية. تجمع التجار أمام المحل و صاحبه مغمى عليه في وضع يرثى له، قميصه ممزقا وملوثا بالدم. الجزائري ظل وافقا أمام المحل يتوعد بالمزيد ، مهددا كل من تسول له نفسه الاقتراب منه ، مذكرا سوق الحميدية ، وتجار سوق الحميدية أنها قضية عرض وشرف، ومن مات دون عرضه وشرفه فهو شهيد .
في تلك اللحظة وصلت سيارة الشرطة ،وكانت فرصة مواتية للشرطة والمخابرات لتصفية الحساب مع تجار سوق الحميدية الموالين و الممولين للإخوان المسلمين في صراعهم مع النظام الذي يلغ ذروته مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، أخذوا معهم صاحب المحل وكان في حالة" بهدلة " وفرجة لا تطاق أمام زملائه التجار ،أما صاحبنا الجزائري فتوجه في سيارة أجرة بصحبة زوجته ، والتقوا جميعا داخل قسم الشرطة .
قبل فتح المحضر رفض الجزائري الحديث إلا في حضور قنصل بلاده مذكرا عميد الشرطة انه جاء في بعثة دراسية في إطار التعاون العلمي بين سوريا و الجزائر، و أن عرضه وشرفه قد تعرض للانتهاك الذي لا ينفصل عن عرض الجزائر وشرف الجزائر وسمعة الجزائر
بعد توسلات من عميد الشرطة، مغلفة ب"سيلوفان" الخبث الشامي، أقنعه، فتنازل عن حضور القنصل. بعدها فُتح المحضر، وأثناء تسجيل الأقوال طلب عميد الشرطة من الجزائري تسجيل أقوال الزوجة باعتبارها المجني عليها وصاحبة الدعوى، انتقض مثل الديك الرومي رافضا أن تستنطق زوجته في حضرة الرجال ،حاولوا معه أكثر من مرة أن يقنعوه أنها شهادة مجني عليها وليس استنطاقا ،لكنه ظل متمسكا برأيه .
نزلت الشرطة عند رغبته وقبلت أن يتحدث نيابة عن زوجته التي كانت تجلس بجانبه،بدأ تسجيل المحضر الرسمي، إنها جناية كاملة الأركان وليست جنحة بسيطة ،سوف تجر تاجر سوق الحميدية إلى السجن لا محالة .
كان صاحب المحل، أصلعا وبدينا، ملامحه تقول أنه في بداية الستينيات، يجلس في الجهة المقابلة مذهولا، يجهل سبب وجوده داخل قسم الشرطة، كما يجهل سبب تعرضه للضرب المبرح.
بدأ الجزائري في سرد الحكاية في أدق تفاصيلها كما طلب منه عميد الشرطة،في حضور مجموعة من مساعديه ،ضباط وصف ضباط.قال :كنت برفقة زوجتي بسوق الحميدية لشراء بعض المستلزمات للبيت الذي استأجرته بحي" ركن الدين" لما وصلنا إلى المحل المذكور سبقتني زوجتي بخطوات إلى المحل بعد ثوان من دخولها خرجت مسرعة ومرتبكة ومذهولة من هول ما سمعت من كلمات بذيئة من صاحب المحل .
تدخل عميد الشرطة وطلب من الجزائري أهمية وضرورة تسجيل الكلمات البذيئة في المحضر الذي سيحول إلى العدالة فتكون بذلك شهادة وقرينة أمام القضاء حتى يصدر حكما قاسيا ضد هذا التاجر الفاجر الذي أساء لسمعة سوريا ،كما أساء لشقيق من دولة شقيقة جاء لطلب العلم .
مرة أخرى يرفض الجزائري النطق بكلمات التاجر البذيئة أمام زوجته في حضرة الرجال، فطلب منها أن تخرج خارج القسم، بعدما خرجت قال:لما دخلت زوجتي المحل، قال لها التاجر " أهلين عيوني ".
لقد سكت الجزائري ،يبدو انه كان يفكر في الاعتداء ثانية على التاجر الذي تجرأ على زوجته
لكن عميد الشرطة وكاتب المحضر و المساعدين من ضباط وصف ضباط ظلوا ينتظرون جميعا بقية الشهادة ،لكن الجزائري سكت ولم يواصل الحديث ، فطلب منه عميد الشرطة إكمال الحديث من أجل تسجيل الكلام البذيء الذي تفوه به تاجر الحميدية ،قال :أخبرتك يا سيادة العميد ،أنه بعد دخول زوجتي المحل بادرها يقوله "أهلين عيوني " فرد عميد الشرطة مستفسرا ، طيب يا أستاذ بعدما قال صاحب المحل لزوجتك "أهلين عيوني "ماذا قال لها بعد ذلك من كلمات بذيئة ،
نظر الجزائري إلى عميد الشرطة بدهشة واستغراب واستنكار ثم أعاد الجملة ثانية على مسامع العميد ومساعديه :قلت لك يا سيادة العميد، لقد قال لها " أهلين يا عيوني " هذه هي الكلمة البذيئة التي تفوه بها تاجر الحميدية ، وهل توجد ألفاظا خارجة وبذيئة أكثر من هذه . ثم راح يشرح بكل من فخر و اعتزاز و الكثير من الشموخ أن هكذا ألفاظا لو قيلت في الجزائر لسالت الدماء حد الركب ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الجزائري .... قاطعه عميد الشرطة الذي كان ينظر إليه باستغراب ويتبادل نظرات الدهشة مع مساعديه الذين لم يصدقوا ما سمعوا من الجزائري الذي كاد أن يتسبب في عاهة مستديمة لتاجر سوق الحميدية الذي استقبل زوجته بكلمة "أهلين عيوني"
توجه عميد الشرطة بالحديث إلى الجزائري الذي جاء في بعثة دراسية طالبا للعم ،قائلا : أنصحك بالعودة إلى الجزائر أو التوجه إلى بلد أخر من أجل مواصلة دراستك، لأنه يتعذر عليك مواصلتها في سوريا التي سوف تقضي بها مدة بعثتك الدراسية منتقلا بين أقسام الشرطة لأن زوجتك، أينما حلت سوف يستقبلها الشعب السوري بالترحاب مرددين "أهلين عيوني" .
إلى يومها هذا كلما التقي بصديقي وزوجته أبادرهما ب "أهلين عيوني " ثم نضحك جميعا
زوجته سيدة فاضلة على درجة من الطيبة و الهدوء ،بينما هو على درجة عالية من الانفعال وسرعة الغضب .لقد دخل المحل متوترا و منفعلا وفي حالة غليان، لم يطلب استفسارا من صحاب المحل ،ولا انتظر توضيحا منه ،انهال عليه بلكمات ثم ختمها ب "دماغ إلى النيف" .
اهتز سوق الحميدية ، في سابقة لم يشهدها من قبل ، منذ تأسيسه ،منذ الخلافة الأموية. تجمع التجار أمام المحل و صاحبه مغمى عليه في وضع يرثى له، قميصه ممزقا وملوثا بالدم. الجزائري ظل وافقا أمام المحل يتوعد بالمزيد ، مهددا كل من تسول له نفسه الاقتراب منه ، مذكرا سوق الحميدية ، وتجار سوق الحميدية أنها قضية عرض وشرف، ومن مات دون عرضه وشرفه فهو شهيد .
في تلك اللحظة وصلت سيارة الشرطة ،وكانت فرصة مواتية للشرطة والمخابرات لتصفية الحساب مع تجار سوق الحميدية الموالين و الممولين للإخوان المسلمين في صراعهم مع النظام الذي يلغ ذروته مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، أخذوا معهم صاحب المحل وكان في حالة" بهدلة " وفرجة لا تطاق أمام زملائه التجار ،أما صاحبنا الجزائري فتوجه في سيارة أجرة بصحبة زوجته ، والتقوا جميعا داخل قسم الشرطة .
قبل فتح المحضر رفض الجزائري الحديث إلا في حضور قنصل بلاده مذكرا عميد الشرطة انه جاء في بعثة دراسية في إطار التعاون العلمي بين سوريا و الجزائر، و أن عرضه وشرفه قد تعرض للانتهاك الذي لا ينفصل عن عرض الجزائر وشرف الجزائر وسمعة الجزائر
بعد توسلات من عميد الشرطة، مغلفة ب"سيلوفان" الخبث الشامي، أقنعه، فتنازل عن حضور القنصل. بعدها فُتح المحضر، وأثناء تسجيل الأقوال طلب عميد الشرطة من الجزائري تسجيل أقوال الزوجة باعتبارها المجني عليها وصاحبة الدعوى، انتقض مثل الديك الرومي رافضا أن تستنطق زوجته في حضرة الرجال ،حاولوا معه أكثر من مرة أن يقنعوه أنها شهادة مجني عليها وليس استنطاقا ،لكنه ظل متمسكا برأيه .
نزلت الشرطة عند رغبته وقبلت أن يتحدث نيابة عن زوجته التي كانت تجلس بجانبه،بدأ تسجيل المحضر الرسمي، إنها جناية كاملة الأركان وليست جنحة بسيطة ،سوف تجر تاجر سوق الحميدية إلى السجن لا محالة .
كان صاحب المحل، أصلعا وبدينا، ملامحه تقول أنه في بداية الستينيات، يجلس في الجهة المقابلة مذهولا، يجهل سبب وجوده داخل قسم الشرطة، كما يجهل سبب تعرضه للضرب المبرح.
بدأ الجزائري في سرد الحكاية في أدق تفاصيلها كما طلب منه عميد الشرطة،في حضور مجموعة من مساعديه ،ضباط وصف ضباط.قال :كنت برفقة زوجتي بسوق الحميدية لشراء بعض المستلزمات للبيت الذي استأجرته بحي" ركن الدين" لما وصلنا إلى المحل المذكور سبقتني زوجتي بخطوات إلى المحل بعد ثوان من دخولها خرجت مسرعة ومرتبكة ومذهولة من هول ما سمعت من كلمات بذيئة من صاحب المحل .
تدخل عميد الشرطة وطلب من الجزائري أهمية وضرورة تسجيل الكلمات البذيئة في المحضر الذي سيحول إلى العدالة فتكون بذلك شهادة وقرينة أمام القضاء حتى يصدر حكما قاسيا ضد هذا التاجر الفاجر الذي أساء لسمعة سوريا ،كما أساء لشقيق من دولة شقيقة جاء لطلب العلم .
مرة أخرى يرفض الجزائري النطق بكلمات التاجر البذيئة أمام زوجته في حضرة الرجال، فطلب منها أن تخرج خارج القسم، بعدما خرجت قال:لما دخلت زوجتي المحل، قال لها التاجر " أهلين عيوني ".
لقد سكت الجزائري ،يبدو انه كان يفكر في الاعتداء ثانية على التاجر الذي تجرأ على زوجته
لكن عميد الشرطة وكاتب المحضر و المساعدين من ضباط وصف ضباط ظلوا ينتظرون جميعا بقية الشهادة ،لكن الجزائري سكت ولم يواصل الحديث ، فطلب منه عميد الشرطة إكمال الحديث من أجل تسجيل الكلام البذيء الذي تفوه به تاجر الحميدية ،قال :أخبرتك يا سيادة العميد ،أنه بعد دخول زوجتي المحل بادرها يقوله "أهلين عيوني " فرد عميد الشرطة مستفسرا ، طيب يا أستاذ بعدما قال صاحب المحل لزوجتك "أهلين عيوني "ماذا قال لها بعد ذلك من كلمات بذيئة ،
نظر الجزائري إلى عميد الشرطة بدهشة واستغراب واستنكار ثم أعاد الجملة ثانية على مسامع العميد ومساعديه :قلت لك يا سيادة العميد، لقد قال لها " أهلين يا عيوني " هذه هي الكلمة البذيئة التي تفوه بها تاجر الحميدية ، وهل توجد ألفاظا خارجة وبذيئة أكثر من هذه . ثم راح يشرح بكل من فخر و اعتزاز و الكثير من الشموخ أن هكذا ألفاظا لو قيلت في الجزائر لسالت الدماء حد الركب ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الجزائري .... قاطعه عميد الشرطة الذي كان ينظر إليه باستغراب ويتبادل نظرات الدهشة مع مساعديه الذين لم يصدقوا ما سمعوا من الجزائري الذي كاد أن يتسبب في عاهة مستديمة لتاجر سوق الحميدية الذي استقبل زوجته بكلمة "أهلين عيوني"
توجه عميد الشرطة بالحديث إلى الجزائري الذي جاء في بعثة دراسية طالبا للعم ،قائلا : أنصحك بالعودة إلى الجزائر أو التوجه إلى بلد أخر من أجل مواصلة دراستك، لأنه يتعذر عليك مواصلتها في سوريا التي سوف تقضي بها مدة بعثتك الدراسية منتقلا بين أقسام الشرطة لأن زوجتك، أينما حلت سوف يستقبلها الشعب السوري بالترحاب مرددين "أهلين عيوني" .
إلى يومها هذا كلما التقي بصديقي وزوجته أبادرهما ب "أهلين عيوني " ثم نضحك جميعا
Inscription à :
Articles (Atom)