lundi 1 octobre 2012

جدل " المحشوشة و الهبهاب"




قبل قليل نشرت السيدة آمال قرساس صورة لأحد مساجد اندونيسيا أثناء صلاة الفجر وقارنتها متحسرة بما يحدث في مساجدنا، التي كثيرا ماتنتهي خلافات اعضاء الجمعية الخيرية للمسجد ب"البونيةو الدماغ وسب الدين و الوالدين
ذلك التلميح الذكي من السيدة آمال أعاد ذاكرتي إلى بداية التسعينيات مع اشتداد الأزمة في الجزائر حيث أصبحت لغة الدم و البارود هي السائدة ولا حديث إلا عن "المحشوشة والهبهاب "مدعومة بلغة الخشب و التخشب .
في ظل مناخ سمته الحذر و التوجس وخوف الجميع من الجميع و "اللي خاف سلم " حاول البعض البحث عن معنى أو تفسير أو فهم لما يجري في بلادهم، وفي إحدى الندوات كان أستاذا شابا يحاول تطوير أو "يجرب" بعض الأفكار عن الإسلام السياسي في الجزائر، بدا له أو تهيأ أنها قد تكون صالحة كمدخل لفهم طبيعة العنف الدموي في الجزائر، إدراكا منه أن العنف لا ينزل من السماء أو "يطلع " من الماء ، إنما يتأسس في التاريخ ،وقد أشار أنه لا يوجد إسلام نموذجي أمثلي خارج إطار الزمان و المكان إنما الإسلام هو تاريخيه المتعين و الملموس كان يهدف من خلال هذه المقدمة النظرية إلى نتيجة أن الإسلام يخضع إلى المسارات التاريخية لهذا الشعب أو ذاك الذي يمنحه المعنى و الدلالة ويصبغه بصبغته كما يتأثر بهويته من خلال التاريخ الخاص الملموس وليس العام المتخيل
ولما كان الأستاذ الشاب يطور هذه الأفكار قاطعه أحدهم بالكثير من الرعونة و الصلافة ، وكأننا في جمعية عامة وليس داخل ندوة فكرية لا تجوز المقاطعة ،قائلا : يا أستاذ هل تعلم أنه لا يوجد فرق بينك وبين الكافر سعيد سعدي إلا في لغة الخطاب، هو يتحدث بالفرنسية وأنت تتحدث باللغة العربية، لكن المضمون واحد و الهدف واحد و الغاية واحدة ،هو يبحث عن جزائر بربرية بدون إسلام وأنت تبحث عن جزائر عربية بدون إسلام والمحصلة هي المؤامرة على الإسلام ثم راح يتحدث بلغة لا تختلف في الجوهر عن طلقات "المحشوشة و الهبهات "
التفت الأستاذ الشاب إلى من كان يدير الندوة وكان صديقا له قائلا "يبدو ماعادش فايدة من الكلام "
ولم تمضي إلا أسابيع حتى بدأت "تهطل" رسائل التهديد إلى الجميع ما اضطر الأجهزة الأمنية إقافها عند مصالح البريد حتى لا يقع المزيد من الهلع والخوف داخل الأسرة الجامعية .