samedi 10 août 2013

انحطاط أخلاقي:مصر ليست "رقاصة" في شارع الهرم




عندما بلعن جنرالا أن الطائرة الحربية الإسرائيلية التي اخترقت الأجواء المصرية وقصفت مواقع مصرية وبدقة، عندما يعلن وبدون أدنى حياء ولا تأنيب ضمير أن تلك الطائرة من تدبير الإخوان المسلمين ثم يرسم سيناريو مضحكا لتدبير الأخوان وهو يعلم أنه يكذب فهذا يكشف عن انحطاط أخلاقي كبيرا .
القاصي و الداني وحتى السياسي الحمار يعرف أن تلك الطائرة الإسرائيلية دخلت الأجواء المصرية بعد موافقة، لا أقول الجيش المصري الذي صنع معجزة العبور وكان مفخرة لكل العرب، إنما بعد موافقة من القيادات الانقلابية التي هي حاليا محشورة في زاوية ضيقة بعد تصرفهم الأحمق و غير المدروس وبعدما اكتشفوا أن الأمريكيين "مسحوا فيهم الموس" ؟
القاصي و الداني يعلم أن الانقلاب العسكري في الشقيقة مصر ما كان يحدث ولا يجرؤ أحد من العسكر ، ليس القيام به بل حتى التفكير فيه لولا الموافقة الأمريكية لأسباب تخص أمن إسرائيل بالدرجة الأخيرة ، بخاصة بعدما طمأنهم العسكر أن المسألة سهلة وبسيطة ويمكن انجازها في وقت وجيز. كما أن الأمريكيين كانوا على أتم الاستعداد أن يغضوا الطرف عن بعض المجازر إذا تمت المهمة بنجاح
لكن وقع ما لم يكن في الحسبان ولا خطر على بال عندما استفاد أخوان مصر من التجربة الجزائرية ولم يلجئوا إلى العمل المسلح .
لقد شاهدنا مرشد الإخوان بعد الانقلاب مباشرة في ساحة رابعة العدوية يؤكد على السلمية وقال تلك العبارة القوية " سلميتنا أقوى من سلاحهم "

قبل أن استرسل في الحديث وجب التنويه بخاصة لأصحاب الجمل الجاهزة أن كلامي خارج ولا صلة له بأي موقع دني، إنما دائما أسعى جاهدا أن أتحرر من الأوهام و الخيالات وارتبط أكثر بالوقع حتى إذا كان هذا الواقع ضد قناعاتي .
إن صمود الإخوان أكد حقيقة كبرى كنت قد أشرت إليها بعد عودتي من مصر في شهر مارس حيث قلت أن المعركة في مصر التي تبدو في شكلها بين الإخوان و العسكر، بينما في حقيقتها و جوهرها هي معركة بين مصر العميقة من جهة و الدولة العميقة المتحالفة مع أسياد المدن في الجهة المقابلة . من هنا نكتشف مدى إصرار فقراء مصر، فقراء الأرياف والمدن وبخاصة أبنا ء الصعيد وهم سكان مصر الأصليون الذين عاشوا تهميشا تاريخيا منذ حكم سلالة الفراعنة مرورا بحكم سلالات الأجانب المماليك وانتهاء بأسرة الحاكم الألباني محمد علي باشا الذين ورثوا مصر وشعب مصر وهو ما تشرحه تلك العبارة المدوية التي أطلقها ابن الصعيد الجنرال أحمد عرابي في وجه الخديوي توفيق الذي خاطبه قائلا " لقد ورثت هذه البلاد عن آبائي وأجدادي وما انتم إلا عبيد إحساناتنا " فصرخ في وجهه الجنرال الثائر بعبارته المشهورة " لقد خلقنا الله أحرار ولم يخلقنا تراثا أو عقارا فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم
المعركة اليوم في مصر بين من يرى في مصر إرث ورثه عن إبائه وأجداده وبين من لا يريد أن يظل متاعا وعقارا وتظل مصر "رقاصة "في شارع الهرم
Haut du formulaire
· 

2 commentaires:

  1. هل هي نهاية النوارة؟

    https://www.facebook.com/nawara.negm.52/posts/1385632121665450

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. الصديق احمد لن أكون موضوعيا لأن النوارة عزيزةعلي كثيرا ورغم ذلك اقول لك رغم اخطائها القاتلة لكنها كتلة من الصدق

      Supprimer