vendredi 5 juillet 2013

الشخصية المصرية من الفهلوة إلى التمرد : أو عندما يخطي عبد الباري عطوان




الحالة المصرية تحتاج إلى أكثر من افتتاحية وأكثر من مقال لأن الشقيقة مصر ليست حالة مصرية فحسب بل حالة عربية  بامتياز.  وهذا ما جعل جريدة" القدس العربي "  تخصص مساحات  للشأن المصري،
 اليوم  افتتاحية للسيد عبد  الباري  عطوان بعنوان "مصر في حاجة إلى مانديلا والإخوان يعيدون حساباتهم "   إضافة إلى مقال  تحليلي  للكاتب صبحي حديدي الذي اختار له عنوانا  ملفتا " العسكر في بر مصر :الجزائر  أم باكستان
ليس في نيتي الدخول في سجال لا مع هذا  أو ذاك  لأن مقال السيد صبحي حديدي لم أر فيه إلا تصفيف جمل .جمل وراء جمل ،وجمل تلاحق جملا ،وجمل  تزاحم جملا . ولم اخلص إلى نتيجة ولا رأي واضح.
أما افتتاحية السيد عبد  الباري عطوان فلا جديد فيها فهو يعيد ويشرح نفس ما قاله أمس وقبل أمس .و الشيء الوحيد  الجديد  في الافتتاحية هو  العنوان الملفت  الذي يطالب فيه السيد عبد الباري  ب "مانديلا مصري ".
لا اعلم لماذا العرب  دائما  يلجئون إلى  التقليد و التشبيه  الذي يسقطنا في أحد امرين ، إما المغالطة أو المماثلة  ولا يبتكرون حلولا من الواقع  الملموس الذي تكون له دائما  خصوصية  تختلف عن هذه التجربة أو تلك  .
لتأخذ دعوة  السيد عطوان إلى مانديلا مصري ، وهنا نسأل  أين أوجه الشبه بين الحالة التي كانت  تعيشها دولة جنوب إفريقيا ودولة مصر .جنوب إفريقيا كانت في حالة  استعمارية تحولت إلى "أبارتايد" إلى تميز عنصري " الرجل الأشقر المحتل ضد الرجل  الأسود ابن البلد .بينما مصر تعرف صراعا اجتماعيا بين مكونات المجتمع الواحد
 هذا الصراع إذا  تجاوزنا بعض  التوصيفات التي تلامس العنصرية  التي  أملاها  الشحن الإعلامي الذي جعل احد  جنرالات مصر المتقاعدين يدعى سويلم   يصرح أن 0 3 جوان  هو انتصار الفراعنة على الغزاة
قلت إذا تجاوزنا  هذا الشطط في الكلام الذي يفصح عن ضعف فكري مفجع   وجهل كبير بحقائق التاريخ  وطموحات الجغرافبا ، ما يتطلب  التصدي له بقوة وحزم  وصرامة وبلا  رحمة و لاشفقة  من أن  أجل تصحيح  الأحظاء  وتصويب  الوعي الزائف  الذي اصاب الكثير .
إذا تخطينا كل ذلك الشطط و" الهبل"  فإن مصر على مستوى  التقدم التاريخي هي بصدد  إعادة صياغة تاريخنا الذي استمر على وتيرة واحدة منذ 7 ألاف سنة   وما ترتب عنها من ذهنيات مثل تلك التي وصفها القرآن الكريم " فاستخف قومه  فأطاعوه "
اليوم مصر  ،رغم كل الأخطاء تتمرد  على  7 آلاف سنة من  الخضوع و الخنوع ، كما تتمرد على ستين سنة من استبداد  العسكر وحكم العسكر  كما تتمرد  على  كل من  يحاول الاستخفاف بها وبعقلها وتسعى من خلال ميادينها التحريرية أن تصنع تاريخا جديدا يجعلها  تتحكم في مصيرها  وتحدد أفاق مستقبلها
 وإذا كان بعد هزيمة 67 ظهرت دراسات تحاول  الكشف عن مكنونات الشخصية المصرية  التي قادت إلى الهزيمة  ووجدتها فيما أطلق عليه في دراسات كثيرة  وكتب متنوعة  صدرت في هذا الشأن  تصف الشخصية  المصرية  ب "الفهلوة .
أما اليوم بعد ثورة 25 جانفي وما تلاها ، فإن المطلوب من المفكرين و الباحثين وحتى الإعلاميين تجاوز السطحي و المؤقت و العابر و الغوص في الأعماق و الكشف عن هذا  التحول في الشخصية المصرية من الفهلوة إلى التمرد 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire