dimanche 2 février 2014

الوهابية :الوجه البشع لأزمة الوطنية الجزائرية


لا حديث داخل الأوساط الدينية إلا عن الانتشار الرهيب للفكر الوهابي الذي غزى مساجد الجزائر ما جعل وزير الشؤون الدنية يدق ناقوس الخطر ويجند الرأي العام عبر وسائل الأعلام ضد الخطر الداهم الذي يمثله هذا الوافد الدخيل على إسلامنا وتقاليدنا الموروثة و المكرسة تاريخيا .وذهب وزير الشؤون الدينية إلى حد الدعوة إلى" إسلام طني"
ومن أجل تحقيق هذه الغاية تم تنصيب  ما يشبه قيادة أركان حرب وأعلنت حالة الطواري واستدعت  وزارة الشؤون الدينية علمائها على عجل ورسمت استراتيجية  من أجل الاختراق والتصدي  ومواجهة الإسلام الغازي ، أسفر ذلك عن تأليف مجموعة من الكراريس للرد على الإسلام و الوهابي حملت عناوين ملفتة مثل  "مشروعية الدرس قبل صلاة الجمعة " و "سنية حمل العصا في الخطبة " و " حكم قراءة القرآن جماعة على طريقة  الحزب الراتب "
لقد طبع من هذه الكراريس مئات الآلاف من النسخ و حملتها شاحنات على عجل، أسرت بها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وتم توزيعها على مساجد الجزائر ضمن حملة واسعة وشاملة ومستعجلة وكأننا أمام حملة مكافحة وباء طارئ حل بالجزائر وأهلها.
لا أحد من الباحثين المتابعين للشأن الديني كلف نفسه البحث و التنقيب عن ظاهرة انتشار ما سمى" إسلام و وهابي " وترك الأمر لوسائل الإعلام التي جعلت منه مادة للهجوم وليس للتحليل و انتهت إلى حملة عنصرية رجعية تلتقي في الجوهر مع الحركة الوهابية التي تسعى إلى العودة بالتاريخ إلى الوراء كل ذلك  كان من أحل تصفية حسابات تاريخية جعلت واجهته "الإسلام الصحراوي " "الإسلام والبدوي" "الإسلام المتخلف". دون أن يطرح أحد على نفسه سؤالا واحدا ، لماذا انتصر هذا الإسلام البدوي الصحراوي  المتخلف على إسلام  الحواضر إسلام الجامع الأخضر إسلام الشيخ عبد الحميد بن باديس التنويري العقلاني الوسطي المعتدل المتسامح  .
سمعنا بعض الأجوبة التي لا تفصح إلا عن كسل فكري واستسهال وتبسيط واختزال مخل حد الابتذال أجمعت على جواب واحد، المال السعودي ، وكأن  الشعب الجزائري  مجموعة من الدمى بلا تاريخ ولا خصوصية تاريخية ولا استمرارية تاريخية ولا تراكم  ثقافي ولا رموز ثقافية  ودينية ولا كرامة إنسانية  شعب يتحرك "بالريموت كونترول "
في هذه العجالة لابد من الوقوف عند مسألة على غاية من الأهمية و الحساسية و الخطورة وهي ،جدل الداخل و الخارج ، هذه المسألة إذا لم نحسن التعامل معها بجدية وعمق فإنها تقود على المستوي النظري وحتى المنهجي إلى نتائج خطيرة  وهذا ما يلمسه المتتبع  للسجالات حول ما اصطلح على تسميته  " الربيع العربي" حيث اختزله البعض و أرجعه إلى مؤامرة خارجية  وكأن الشعوب العربية قطيع يساق بعصا واحدة
الخارج لا يصنع الأحداث ولا يخلق الأزمات، الخارج يركب الأحداث ويمتطي الأزمات ،و الداخل هو الذي يوفر له شروط " المركوبية" وهذا ما عناه  المفكر مالك بن نبي بتلك الفكرة العبقرية " القابيلة للاستعمار " أي لما  تتوفر شروط  داخلية مثل الاستبداد و الفساد والظلم و القهر و الفقر والإذلال و الغن و الحرمان والاستهتار بالقيم الوطنية و الدينية و الإنسانية يجعل الشعوب تعيش الغربة في ديارها وتصاب بالوهن في تلك اللحظة يتمكن من انتهاكها أو مغار عابر سبيل .

إذا سلمنا بهده الفرضية ذلك يتطلب البحث عن الشرط او الشروط الداخلية التي وفرت المناخ المناسب الذي جعل الحركة الوهابية تيارا جارفا ينتشر بسرعة  وكثافة في ربوع الجزائر
  إن الشرط الداخلي يجد تعبيره الحقيقي في أزمة الوطنية الجزائرية وبعبارة قد تبدو للبعض قاسية، إن الحركة الوهابية هي الوجه البشع لأزمة الوطنية الجزائر 
 من هنا في تقديري يبدأ البحث الجاد


  


 



  


    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire