samedi 20 avril 2013


 لجزائر بين الشيخ الشعراوي ومحمد الغزالي : أو عندما يهذي إبراهيم عيسى 

الكاتب و الصحفي إبراهيم عيسى ظل لسنوات طويلة يمثل ضمير مصر الحي أيام حكم حسني مبارك، قاوم الفساد و الاستبداد وتصدى للتوريث وامتد نقده إلى رأس النظام الذي لم يتردد في اعتقاله.
هكذا كان إبراهيم عيسى مناضلا فذا وصاحب فكر حر ولم يتوقف عند هذا الحد،فقد جمع حوله في جريدة الدستور مجموعة من الشباب و الشابات فكانوا نواة صلبة لصحافة مصرية حقيقية مستقلة وحرة ونزيهة.
عندما اندلعت الثورة المصرية وقف إبراهيم عيسى إلى جانبها وساندها وانخرط فيها، هو ومن كان معه من الصحافيين الشباب على رأسهم تلك الشابة الرائعة ، الصحفية و الناشطة السياسية نوارة نجم. 
إبراهيم عيسى الذي كان محل احترام وتقدير وتبجيل من المصريين وغير المصريين انقلب رأسا على عقب وفقد توازه الفكري ويبدو حتى النفسي، ومن كتب له متابعة إسهاماته في جريدة التحرير يكتشف أن الرجل دخل مرحلة ا متقدمة من الهذيان. أما من قدر له متابعة برنامجه الموسوم " هنا القاهرة " ويشاهد إبراهيم عيسى وحركات إبراهيم عيسى سوف يضرب أخماس بأسداس ويقول "منه العوض و عليه العوض" لأن الرجل تحول إلى مهرج سيرك .
من حق إبراهيم عيسى أن يختلف مع الإخوان وحكم الإخوان وبرنامج الإخوان وحتى دين الإخوان "واللي خلفوا الإخوان" لكن لا الأخلاق ولا العلم ولا الموضوعية يسمحون له بتزوير حقائق التاريخ ومعطيات الجغرافيا .
إن حقد إبراهيم عيسى على الإخوان أمتد به إلى المس بتاريخ و رموز جهة بأكملها لأنها الحامل الاجتماعي للإخوان و الوعاء الانتخابي الذي أوصلهم إلى الحكم. لهذا تفرغ إبراهيم عيسى لتصفية الحساب ليس مع الأشخاص فحسب ، بل مع التاريخ أيضا من خلال محاكمة أبطاله ورموزه ليفرغه ويجرده من أي مضمون نضالي أو ثوري. لقد تهكم على أحمد عرابي في برنامجه بطريقة كاريكاتورية تضحك الناس على إبراهيم عيسى وليس على القائد الكبير أحمد عرابي، هذا الجنرال الذي دافع عن حرية وتحرر مصر من حكم سلالات الأجانب و النفوذ الأجنبي .كما تهجم على جمال عبد الناصر هذا الفلاح الصعيدي هو أول مصري يحكم مصر بعد حكم سلالات الأجانب 
و اليوم في مقاله بجريدة التحرير يواصله "مشروعه " الفكري و النقدي وهي الحلقة الأولى من شهادته، كما وصفها، عن الشيخ الشعراوي ، و الشهادة بدأها بالقدح في أصوله الاجتماعية الريفية المتخلفة و الفقيرة كما شكك في كفاءته الدينية حيث يقول عن الشعراوي أنه حتى بعد تحرجه من الأزهر سنة 40 لم يكن قد قرأ كتابا واحدا .
هذه شهادة كما قال، والشهادة يتحمل وزرها صاحبها وحده، لكن ما لفت انتباهي ذلك الاستخلاص المتسرع والهزيل ،وتلك النتيجة التبسيطية و الاختزالية و السطحية التي انتهى إليها في تفسيره للحضور الباهت للشيخ الشعراوي في الجزائر فيقول " ويبقى سؤال هامّ حول لماذا لم يحظَ الشعراوي بالشهرة نفسها التي حصل عليها الشيخ محمد الغزالي في الجزائر، هل لأن الجزائر -والمغرب عمومًا- لا يعرف كثيرًا من أصول العامية المصرية والمصطلحات والأمثلة الريفية التي يشتهر بها الشعراوي" 
يبدو أن الحقد أفقد إبراهيم عيسى، البصر و البصيرة فاختلط عليه الأمر ولم يعد يفرق بين رجل دين و ممثل مسرحي، بين الشيخ الشعراوي وعادل إمام الذي يعتمد على النكتة " البلدي"لإضحاك الجمهور.حتى هذه يفهمها الجمهور الجزائري و المغربي وتضحكهم وتجعلهم يستلقون على ظهورهم من شدة الضحك .
أما الأسباب الحقيقية التي جعلت الغزالي أكثر شهرة وأكثر حظوة من الشيخ شعراوي فيعود ذلك إلى السياق التاريخي ومطالب السياسة ،الشعراوي جاء في لحظة صعود الجزائر وتألفها الثوري، فلم يكن الشيخ يلبي احتياجا سياسيا ولا فكريا ولا أيديولوجيا، لهذا ظل في الجزائر مجرد رئيس بعثة المدرسين المصريين 
أما الشيخ الغزالي فقد جاء في مهمة خاصة ، جاء في لحظة حاسمة في تاريخ الجزائر المعاصر ،جاء في إطار الانقلاب و الردة على المشروع التقدمي الوطني الديمقراطي، فكان بذلك يلبي احتياجا فكرا وأيديولوجيا.
1

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire