mercredi 16 novembre 2011

بشار الأسد: إنه داخل المعتقل



هذه فقرة  من مقال نشرته يوم 30 جانفي 2001 بجريدة الخبر الأسبوعي  لكن بعنوان مغاير، كان ذلك قبل سقوط بغداد وتداعياته المختلفة، ذلك  كان بمناسبة صدور  ما سمى  آنذاك ، بيان الألف مثقف سوري، طالبوا  بجملة من الإصلاحات . و ذلك بعد خطاب التنصيب ،أو ما يسمى في سوريا ، خطاب القسم "  الذي وعد فيه  بشار الأسد   الشعب السوري  بإصلاحات وانفتاح ديمقراطي .

" إذا كان من المتعذر التكهن بالمرحلة القادمة في سوريا و المنطقة بأكملها  ،فإن الأفكار المتضمنة في البيان ،رغم رنينها  النقدي لا يمكن عزله عن تصور شامل مقترح للمنطقة يلعب فيه العامل الخارجي دورا مؤثرا . وإذ لا  نذهب إلى حد اعتبار البيان يلبي احتياجا خارجيا أكثر منه داخليا ،غير أنه لا يجوز أن  تذهب بنا الأوهام بعيدا إلى حد   الحديث  عن انفتاح ديمقراطي حقيقي وانفتاح على الشعب السوري الشقيق الذي طالت محنته . وحتى إذا كان بشار الأسد ، الذي تكلم  أمام مؤتمر القمة العربية بلغة جديدة وقوية فيها الكثير من الصدق، يملك نية صادقة في التغيير بوصفه شابا متعلما  من مرحلة جديدة وقيم جديدة .
لكن هل تسمح له القوى التي جاءت به وعدّلت الدستور على مقاسه في ربع ساعة أن ينقلب عليها ، هل يصلح بشار الأسد ما أفسده الدهر ويقوم بمصالحة تاريخية  صادقة تعيد لسوريا دورها الريادي  وتستكمل بناء رسالة العرب الخالدة ، الوحدة و التقدم ، أم أنها الطائفة  في ثوب جديد وحلة جديدة ناتجة عن أملاءات خارجية من أجل ترتيبات جدية تقبل عليها المنطقة ."
 هذا الكلام قلته قبل عشر سنوات ولقد تسبب لي في مشاكل لا داعي للخوض فيها كان  ذلك  بعد رد السفارة السورية في نفس الجريدة  وفي نفس الصفحة ،  رغم   أن السفارة وافقتني في الكثير مما   جاء في المقال  الذي احتل صفحة كاملة  لما كان يرأس تحريرها الصديق عبد العزيز بوباكير  ولازلت احتفظ  بالمقال  و رد السفارة السورية  التي أوصت  بإدراج اسمي ضمن قائمة  المغضوب عليهم.
 و اليوم  إذا كان لا بد من إضافة شيئا جديدا على المقال القديم ، فيكون شرح ما قلته آنذاك  اليوم سوريا رهينة  طائفة وليس طبقة  وبشار الأسد نفسه عاجز أمام أبناء الطائفة  الذين يهيمنون على المليشيات المسلحة وهي بمئات الآلاف . ولهذا كان صادقا ،سواء قصد أو لم يقصد، لما قال سوريا ليست مصر لأن مصر كان يهيمن عليها نظام سياسي له حزب يمثل طبقة اجتماعية،  بينما سوريا يخطي من يعتقد آن حزب البعث يحكم  ولا حتى الجيش، إنما هي مليشيات علوية مسلحة، تارة باسم الجيش و أخرى  باسم الشبيحة  والحل، إما يكون من عقلاء الطائفة  الذين يسبقون المصلحة الوطنية على المصلحة الطائفية ، وإذا تعذر ذلك  فإن الحرب الطائفية  آتية لا ريب فيها  ، وفي هذه الحالة يصبح التدخل الخارجي  الحل  الأمثل

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire