mardi 1 novembre 2011

مصر : هل يقودها حزب الترامادول




أتمنى ألا يغضب مني الأصدقاء  في الشقيقة مصر ،فهو مجرد تعبير  رمزي متأثر بمثل عندهم يقول " المكتوب يقرأ من عنوانه"و أنا أقول  أن الكثير من المقالات تتوقف قراءتها على صياغة عناوينها، قد تجد مقالا مضمونه جيدا لكن عنوانه  غير ملفت  فلا يجذب القارئ ،و العكس صحيح فقد تجد عنوانا جذابا لمضمون خفيف جدا لا يقدم معرفة و لا يوفر معلومات ، وقد تجد تطابقا بين هذا وذاك . .
وللأمانة التاريخية فإن مصطلح الترامادول الذي لم أكن عرفه ولازالت ، إلى حد اللحظة ، أجهله عمليا وميدانيا ، أول من ادخل هذا المصطلح الطبي إلى الحياة السياسية و الإعلامية  في مصر،مناضلة وناشطة سياسية. كانت تصف به، تهكما ،  قوى سياسية في مصر.
أما ما جعلني اخلص إلى هذا الرأي هو موقف  الكاتب الكبير هيكل  في قراءته للمشهد السياسي المصري حيث قال على قناة الجزيرة   و"بالفم المليان"  ،  أن الدولة الدينية خط أحمر بالنسبة للغرب، لا يسمح بتجاوزه و الاقتراب منه. وهذا الخط الأحمر شرحه بالتفصيل قي لقاء جمع  هيكل بقيادات الإخوان من ضمنهم أبو الفتوح وعصام العريان . ولما أراد الصحفي التونسي أن يتأكد أكثر بإشارته إلى نجاح النهضة في تونس و تهنئة وترحيب  الاتحاد الأوروبي، هنا لجأ هيكل إلى تحديد طبيعة الاختلاف بين الإسلام التونسي والإسلام المصري هذا الأخير يراه غير  مهيأ حاليا ليلعب دورا سياسيا مهما في مصر الراهنة  لأنه ،كما قال لا يعرف معنى الحرية و لا الديمقراطية بسبب الظروف التاريخية التي مر بها  جعلته  يعمل تحت الأرض  ضمن مناخ العمل السري  والنشاطات  السرية و الاغتيالات السياسية  التي شكلت ولا تزال  ذهنية الإخوان .                       
إن ما يعنينا ليس المقدمة الفكرية التي وضعها هيكل ،إنما النتيجة السياسية التي انتهى إليها  وهو لم يتعود ولم يعرف عنه الهذيان ولا إطلاق الكلام على عواهنه.لهذا لما ينتهي إلى هذا الحكم ، ومن أعلى منبر عربي ،وفي هذه اللحظة من حياة مصر السياسية. ذلك يعد  رسالة  واضحة للإخوان . وللعسكر معا يحذرهم من نتائج تحالف مرتقب .و ما تجب الإشارة إليه أن قطاعا واسعا من النخبة المصرية تتوجس من هذا التحالف المحتمل نابع  من تواجد جناح قوي جدا متدينا داخل المؤسسة العسكرية ليس ببعيد عن فكر الإخوان.وما اختيار الكاتب و المفكر الإسلامي المستشار طارق البشري من طرف العسكر على رأس لجنة صياغة الإعلان الدستوري إلا مؤشرا لهذا التوجه.
  .إذا صحت هذه الفرضية وانفرط العقد بين المؤسسة العسكرية و الجماعة،  واستبعدنا أيضا التجمعات  النخبوية العلمانية  و اليسارية الضعيفة العدة و العدد .فلا يبقى إلا حزب الوفد لصاحبه رجل الأعمال السيد البدوي  تاجر الأدوية  الذي لا يذكر اسمه في مصر إلا وهو مقرون بعلب  الترامادول. إذا وصل هذا الحزب إلى الحكم ،فهذا يعني أن الوطنية المصرية  تعاني مشاكل جدية في فحولتها .  


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire