jeudi 13 juin 2013

طفي النور يا بهية




من تابع التصريحات و التصريحات المضادة بين القيادات العسكرية التي بلغت حد إصدار بيان من وزارة الدفاع، يكتشف أمرين اثنين  الأول ، يفصح  عن انقسام  وتشرذم داخل المؤسسة العسكرية وهو أمر    لم تشهده منذ الاستقلال. كما يكشف من جهة أخرى عن تدشين المعركة الانتخابات الرئاسية الفعلية.

 وكان أول من دشن هذه المعركة العقيد المتقاعد شفيق مصباح الذي جمع رجالا وعددهم من ضباط المخابرات المتقاعدين في ندوة جمعتهم ، ثم توالت تصريحاته ومقابلاته الصحفية فيما يشبه الحملة الانتخابية مقترحا مجلسا رئاسيا يقوده الجنرال اليمين زروال. وهذا المسعى لا يتحقق إلا بتطبيق المادة 88 من الدستور. 
لكن قبل أن يجمع العقيد أنفاسه فاجأته صورة الجنرال الآخر وقائد الأركان وهو يجتمع مع الرئيس،في إشارة واضحة و ردا قويا على اقتراح العقيد و من يقف وراء العقيد وكل من يلهث وراء الانتخابات الرئاسية المبكرة ، لينتهي الأمر ببيان وزارة الدفاع الذي كان واضحا ولا يحتاج إلى تعليق .
هذه الحملة " العسكرية " مهدت لها حملات" مدنية" سابقة مست رجال الرئيس المقربين جدا والتي كان الهدف منها ليس محاربة الفساد و الفاسدين،لأنهم في هذه سواسية كأسنان المشط ،إنما كانت رسالة إلى الرئيس شخصيا تقول أننا قادرون إن نصل حيث نشاء الوصول . ولما عبس وتولى جاءته الرسالة الثانية التي مست شقيقه واتهمته بالضلوع في الفساد  ونهب المال العام. 
هذه الحقائق تؤكد ما يتداوله البعض، في السر و العلن، عن الدور الكبير الذي قام به الرئيس بوتفليقة في شق اللحمة التي كانت تربط المؤسسة العسكرية .كما استطاع أن يعزل رؤوس كبيرة وفاعلة داخل المؤسسة كما قام بترقية ضباط موالين بخاصة في النواحي العسكرية التي لا تخلو من الجهوية 
هذه "التعديلات" رجحت الكفة لصالح الرئيس فأصبح من القوة و النفوذ ما جعله يلغي المادة 74 من الدستور تحت حماية وحراسة المؤسسة العسكرية . ولقد لخص هذا المسار وهذا التحول ، مقال عبد العزيز رحابي الملفت والجريء والقوي الذي كشف فيه عن شجاعة نادرة لما قال أن المؤسسة العسكرية لما سمحت بإلغاء المادة 74 تحولت من مؤسسة وطنية إلى مؤسسة أصبحت في خدمة النظام.
الكثير من المتابعين للشأن الداخلي يؤكدون أن ما قام الرئيس بوتفليقة من تعديلات في موازين القوى داخل المؤسسة العسكرية عجز عنه جميع من سبقه وهو ما جعل العقيد شفيق مصباح يعترف بهذه الحقائق حيث وصف الرئيس بوتفليقة بأنه ليس
intelligent ولكنه tacticien 
وسواء أكان بوتفليقة "انتيليجان " أو "تاكتيسيان" فإن الجهة المقابلة تعرف أن انتصاره عليها، هو أو جماعته لا ينهي حياتها السياسية ومصالحها الاقتصادية فحسب إنما قد يقدمها قربانا للتقرب للجماهير ما يجعلها تعد "مالها ورجالها " ولهذا يجب ألا نستبعد أي خيار بما فيه الاحتكام إلى السلاح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire