vendredi 21 juin 2013

القومية العربية بالعطر الفرنسي




وأنا أتابع لقاء جاك لانغ ، هذا المثقف الفرنسي و الفنان و الوزير عدة مرات على رأس أهم الوزارات، التربية و التعليم ثم الثقافة واستقر أخيرا مديرا لمعهد العالم العربي، وهي الصفة التي قدمته بها قناة الجزيرة في لقاء مع أحمد منصور .
وأنا أتابع اللقاء تذكرت الرسالة التي بعثها الجنرال ديغول إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد هزيمة 67 حيث قلل الجنرال ديغول من هول الهزيمة وخاطب عبد الناصر قائلا: أن العرب خسروا معركة ولم يخسروا الحرب.
وبعدما أشاد الجنرال ،بالعرب وتاريخ العرب وحضارة العرب وأهمية العرب ، اقترح على الرئيس عبد الناصر إقامة حلف عربي أوروبي لمواجهة المد الأمريكي .
الجنرال العجوز وهو يخط الرسالة لم يكن يعلم أن هناك من يحفر قبره في السر ولم تمض إلا أشهر معدودات حتى جاءت أحداث ماي 68 وعصفت بالجنرال و بالديغولية التي كانت تحلم
بتقويض الهيمنة الأمريكية على العالم.
فرنسا بتاريخها العريق التي أهدت إلى العالم فكر الأنوار وتوجته بثورة غيرت وجه التاريخ العالمي، لا تزال تحلم بدور تاريخي بحجم ما قدمته إلى البشرية . لكنها في كل مرة تصطدم بعجرفة وخشونة " الكوباي " الأمريكي الذي يحول حلمها في كل مرة إلى كوابيس .
لكن الأمم الكبيرة و العظيمة والتاريخية لا تتسرب إلى قاموسها مفردات اليأس والاستسلام الخضوع و الخنوع والانبطاح،إنما في كل كبوة تعيد صياغة وعيها على أسس جديدة وإستراتيجية جديدة .
من يتابع السجالات في أوساط النخب الفرنسية في السنوات الأخيرة لا شك أنه لاحظ بداية تبلور خطاب يتجاوز الأطر الأيديولوجية الضيقة نحو تصور جديد حول الأمة الفرنسية ودورها التاريخي .
وهذا التوجه الفكري الفرنسي الجديد ليس مطلبا داخليا صرفا لقد أملته التحولات البنيوية العالمية
لكن وفي غفلة باغتها "الكوباي" الأمريكي باختراع جديد سماه"الربيع العربي " الذي هو صناعة أمريكية خالصة وبامتياز .
لكن فرنسا لم تندب حضها وتلطم خدودها مثل المرأة العربية التي "تزوج عليها راجلها " إنما هي الآن بصدد التخطيط من أجل ربط صلات جديدة مع قوى أخرى داخل العالم العربي بعدما تكشّف لها أن الإسلام السياسي أصبح من نصيب أمريكيا ولا أحد يجرؤ على منافستها في
ذلك .
في هذا السياق جاء تعين جاك لانغ على رأس معهد العلم العربي وقد كشف في هذا اللقاء عن مشروع متكامل لإعادة بناء معهد العالم العربي بل يطمح إلى تأسيس جامعة تعلم اللغة العربية و الثقافة العربية والحضارة العربية . كما كشف عن الرسائل التي وجهها الرئيس الفرنسي إلى جميع رؤساء وملوك العرب باستقبال مدير معهد العالم العربي. كما تبين أيضا انه سيكون بصحبته أثناء زيارته إلى بعض الدول العربية.
ماذا يعني كل هذا ؟ يعني أن فرنسا لن تترك الساحة العربية للأمريكيين ،كما أنها لن تعتمد على حلفائها التقليدين إنما تسعى إلى كسب أنصار جدد مثل الليبراليين و العلمانيين وبعض الأجنحة اليسارية المعادية للتوجه الجديد المدعوم أمريكيا
وهذا التوجه الفرنسي ليس جديدا لقد بدأته منذ فترة بخاصة في الجزائر لما راهنت على بعض النخب المعرية لكن يبدو أنها أصيبت بخيبة لما اكتشفت أنهم يتصرفون بذهنية "الأنديجان " وليس نخبة
Haut du formulaire


2 commentaires:

  1. الجنرال العجوز وهو يخط الرسالة لم يكن يعلم أن هناك من يحفر قبره في السر ولم تمض أشهر معدودات حتى جاءتأحداث ماي 68 وعصفت بالجنرال و بالديغولية

    لي سؤال دكتور جباب ..هل كانت انتفاضة الطلبة في 68 مؤامرة أمريكية؟ و اذا كان الجواب اثباتا فكيف يمكن التحكم في الاحتجاجات و الدفع بها في التوقيت الملائم؟

    هذا الموضوع محير و يطرح تساؤلات ضرورية لما تمر به منطفتنا الان...
    تحياتي الخالصة لك ..

    RépondreSupprimer
  2. ا
    الصديق احمد ليس صدفة أن من تزعم أحداث ماي 68 غلوكسمان وبرنار هنري ليفي ومها صهيونيان ومغروفان في الأوساط الثقافية الفرنسية

    RépondreSupprimer